تضاربت الأقاويل والاتهامات عقب تفجير كمين "مسطرد", الذي أودى بحياة 6 جنود من الشرطة العسكرية في 15 من مارس الجاري حيث اتهمت قيادات الإنقلاب بقيادة العقيد أحمد محمد علي, المتحدث العسكري, جماعة الإخوان المسلمين بمسئوليتها عن الحادث, قبل أن تعلن جماعة "أنصار بيت المقدس" مسئوليتها عنه, فيما نفت مجموعة ثالثة من أهالي مسطرد الاتهامين, ورأت غير ذلك.
ووفقاً لموقع مصر العربية الإخباري أكد شهود عيان من منطقة مسطرد, إنّ "هناك يد خفية وراء مقتل الجنود الـستة, وأن هناك عائلة من أكبر عائلات المنطقة متورطة في الحادث".
وتحوّل مكان الكمين إلى منطقة مهجورة, بعد أن تم نسفه ومساواته بالأرض، حسب شهود العيان, الذين قالوا إنّ "مكانه يقع في منطقة شبه خاوية من السكان, أسفل كوبري الدائري, إلا من عدد من المصانع المشيدة هناك".
قتل وتفجير
"سيارة هيونداي كبيرة سوداء اللون" توقفت أمام كمين الشرطة العسكرية بمنطقة مسطرد فجر ليلة الحادث، حسب السائق سيد جمعة، الذي كان يقوم بتنظيف سيارته "الميكروباص" لبدء عمله صباحًا, لينزل منها مجموعة من الأشخاص, قال عنهم أحد أفراد الأمن العاملين في "شركة النشا" المقابلة لمكان الحادث, أنهم كانوا "ملثمون".
لفتت السيارة نظر جمعة, خاصة أنها مكثت أمام الكمين لمدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة فقط, اكتشف فيما بعد أنها كانت هي مدة ارتكاب الجريمة.
ظنّ سائق "الميكروباص" للوهلة الأولى أنّ "الأشخاص الذين نزلوا من تلك السيارة وتوجهوا إلى الكمين, هم قيادات أو ما إلى ذلك, ولم يلق لهم بالاً، ليكمل تنظيف سيارته", وواصل أنّه "بعد قليل, خرجت المجموعة وانطلقت في السيارة التي كانت بانتظارهم".
وكان أوّل من أبلغ عن وقوع الحادث, فرد الأمن في "مصنع النشا" (رفض ذكر اسمه), الذي ذكر خلال حديثه لـ"مصر العربية" أنه لاحظ جريمة القتل من موقعه, نظراً لمواجهة المصنع للكمين.
فوجئ جمعة بتجمع عدد من الأفراد حول الكمين, وعند ذهابه لاستطلاع الأمر, وجد أنّ 6 جنود من الشرطة العسكرية المكلفة بتأمين الكمين, غارقين في دمائهم.
وبعد قليل, فوجئ المتجمعون حول الكمين بانفجاره بالكامل, مما أدى لتفحم جثث الجنود، وكانت هناك قنبلة ثانية في مكان الحادث, ولكن خبراء المفرقعات عثروا عليها وتم تفجيرها بمعرفتهم.
48 ساعة
وقال مصطفى شحاتة، أحد مواطني مسطرد, إنّ "حل لغز الحادث يكمن في الـ48 ساعة السابقة عليه", مشيرًا إلى أن "هناك أزمة حدثت بين إحدى عائلات مسطرد, وقيادات بالشرطة والجيش, أدت إلى اشتعال الأحداث".
وأضاف مصطفى؛ خلال حديثه لـ"مصر العربية", أنه "قبل وقوع الحادث بيومين, وتحديدًا مساء يوم الخميس, اقتحمت قوات الشرطة حفل زواج, أحد أبناء عائلة من أكبر عائلات منطقة مسطرد, في محاولة للقبض على مسجل خطر متهم في 14 قضية, يدعى أشرف".
وتابع: "نشبت اشتباكات بين أفراد العائلة وقوات الأمن, وهو ما أسفر عن سقوط 3 قتلى من جانب العائلة, بينهم طفل يبلغ من العمر 11 عاماً, بالإضافة لقبض القوات على المسجل خطر".
"لم تهدأ عائلة القتلى, وذهبت قيادات من الجيش والشرطة في اليوم التالي في محاولة للتصالح, منظمين عقب صلاة الجمعة جلسة صلح عرفية لاحتواء الأزمة, حضرها 5 من كبار العائلة، إلا أنها باءت بالفشل، واعتقلت قوات الأمن الـ5 أشخاص, وهو ما أدى إلى تأزم الموقف"، حسبما قال شحاتة.
وواصل شحاتة: "قطعت العائلة في ذات اليوم الطريق, المقابل لمسجد المصطفى، إلا أنّ الأمن أطلق عليهم وابلاً من قنابل الغاز لفضهم, وهو ما زاد الأمر سوءًا".
جمعت العائلة, حسب قول شحاتة, عددًا من الأفراد المسلحين, وتوجهوا في سيارات عديدة, لقسم ثان شبرا, محاولين اقتحامه لنحو 3 مرات متتالية في ذات اليوم، ولكنهم لم يتمكنوا.
وعند حلول الليل, قال شحاتة, إنه "لم تمر ساعات حتى فوجئ الأهالي بقتل الـ6 مجندين بالشرطة العسكرية في كمين مسطرد".
وختم حديثه: "بعد الحادث هدأ غضب العائلة ولم نعد نراها تتوعد، أو تأخذ أي إجراءات, أو تبد اعتراضها على مقتل الـ3 أفراد من أبنائها, والقبض على المسجل خطر".
شاهد الفيديو
المقال والفيديو منقولين من اخ عزيز